فصل: قال الفراء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الفراء:

سورة القلم:
{ن والْقلمِ وما يسْطُرُون}
قوله عز وجل: {ن والْقلمِ...}.
تخفى النون الآخرة، وتظهرها، وإظهارها أعجب إلىّ؛ لأنها هجاء، والهجاء كالموقوف عليه وإن اتصل، ومن أخفاها بنى على الاتصال. وقد قرأت القراء بالوجهين؛ كان الأعمش وحمزة يبينانها، وبعضهم يترك التبيان.
{وإِنّ لك لأجْرا غيْر ممْنُونٍ}
وقوله: {وإِنّ لك لأجْرا غيْر ممْنُونٍ...}.
مقطوع، والعرب تقول: ضعُفت مُنتى عن السفر، ويقال للضّعيف: المنينُ، وهذا من ذلك، والله أعلم.
{وإِنّك لعلى خُلُقٍ عظِيمٍ}
وقوله: {وإِنّك لعلى خُلُقٍ عظِيمٍ...} أي: دين عظيم.
{فستُبْصِرُ ويُبْصِرُون بِأيِّكُمُ الْمفْتُونُ}
وقوله: {فستُبْصِرُ ويُبْصِرُون...} {بِأيِّكُمُ الْمفْتُونُ...}.
المفتون ها هنا بمعنى: الجنون: هو في مذهب الفتون، كما قالوا: ليس له معقول رأى، وإن شئت جعلته بأيكم: في أيكم أي: في أي الفريقين المجنون، فهو حينئذ اسم ليس بمصدر.
{ودُّواْ لوْ تُدْهِنُ فيُدْهِنُون}
وقوله: {ودُّواْ لوْ تُدْهِنُ...}.
يقال: ودوا لو تلينُ في دينك، فيلينون في دينهم، وقال بعضهم: لو تفكر فيكفرون، أي: فيتبعونك على الكفر.
{ولا تُطِعْ كُلّ حلاّفٍ مّهِينٍ}
وقوله: {ولا تُطِعْ كُلّ حلاّفٍ مّهِينٍ...}. المهين، ها هنا: الفاجر. والهماز: الذي يهمز الناس.
{همّازٍ مّشّاءٍ بِنمِيمٍ}
وقوله: {مّشّاءٍ بِنمِيمٍ...} نميم ونميمة من كلام العرب.
{عُتُلٍّ بعْد ذلِك زنِيمٍ}
وقوله: {عُتُلٍّ...}.
فى هذا الموضع هو الشديد الخصومة بالباطل، والزنيم: الملصق بالقوم، وليس منهم وهو: المدعى.
{أن كان ذا مالٍ وبنِين}
وقوله: {أن كان ذا مالٍ وبنِين...}.
قرأها الحسن البصرى وأبو جعفر المدنى بالاستفهام {أأن كان}، وبعضهم. {أن كان} بألف واحدة بغير استفهام، وهى في قراءة عبد الله: {ولا تُطِعْ كلّ حلاّفٍ مهِينٍ أن كان}: لا تطعه أنْ كان- لأِنْ كان ذا مالٍ.
ومن قرأ: {أأن كان ذا مال وبنين}، فإِنه وبّخه: ألأنْ كان ذا مالٍ وبنين تطيعه؟ وإن شئت قلت: ألأن كان ذا مالٍ وبنين، إذا تليت عليه آياتنا قال: أساطير الأولين. وكلٌّ حسن.
{سنسِمُهُ على الْخُرْطُومِ}
وقوله: {سنسِمُهُ على الْخُرْطُومِ...}.
أى: سنسمه سِمة أهل النار، أي سنسوّد وجهه، فهو وإن كان الخرطوم قد خص بالسمة فإِنه في مذهب الوجه؛ لأن بعض الوجه يؤدّى عن بعض.
والعرب تقول: أما والله لأسمنّك وسما لا يفارقك. تريد: الأنف، وأنشدنى بعضهم:
لأعْلِطنّك وسْما لا يفارقه ** كما يُحزّ بِحُمىّ المِيسمِ البحرُ

فقال: الميسم ولم يذكر الأنف، لأنه موضع السمة، والبحر: البعير إذا أصابه البحر، هو داء يأخذ البعير فيوسم لذلك.
{إِنّا بلوْناهُمْ كما بلوْنآ أصْحاب الْجنّةِ إِذْ أقْسمُواْ ليصْرِمُنّها مُصْبِحِين}
وقوله: {بلوْناهُمْ...}.
بلونا أهل مكة كما بلونا أصحاب الجنة، وهم قوم من أهل اليمن كان لرجل منهم زرع، ونخل، وكرم، وكان يترك للمساكين من زرعه ما أخطأه المنجل، ومن النخل ما سقط على البسط، ومن الكرم ما أخطأه القطاف. كان ذلك يرتفع إلى شيء كثير، ويعيش فيه اليتامى والأرامل والمساكين فمات الرجل، وله بنون ثلاثة؛ فقالوا: كان أبونا يفعل ذلك، والمال كثير، والعيال قليل، فأمّا إِذ كثر العيال، وقلّ المال فإنا ندع ذلك، ثم تآمروا أن يصرموا في سدف: في ظلمة- باقية من الليل لئلا يبقى للمساكين شيء، فسلط الله على ما لهم نارا فأحرقته، فغدوا على ما لهم ليصرموه، فلم يروا شيئا إلا سوادا؛ فقالوا: {إنا لضالُّون}، ما هذا بمالنا، ثم قال بعضهم: بل هو مالنا حرمناه بما صنعنا بالأرامل والمساكين، وكانوا قد أقسموا ليصرمنها أول الصباح، ولم يستثنوا: لم يقولوا: إن شاء الله، فقال أخ لهم أوسطهم، أعدلهم قولا: ألمْ أقُلْ لكُمْ لوْلا تُسبِّحون؟ فالتسبيح ها هنا في معنى الاستثناء، وهو كقوله: {واذْكُرْ ربّك إِذا نسِيت}.
{فطاف عليْها طآئِفٌ مِّن رّبِّك وهُمْ نآئِمُون}
وقوله: {فطاف عليْها طآئِفٌ مِّن رّبِّك...}.
لا يكون الطائف إِلاّ ليلا، ولا يكون نهارا، وقد تكلم به العرب، فيقولون: أطفت به نهارا وليس موضعه بالنهار، ولكنه بمنزلة قولك: لو ترك القطا ليلا لنام؛ لأنّ القطا لا يسرى ليلا، قال أنشدنى أبو الجراح العقيلى:
أطفت بها نهارا غير ليلٍ ** وألهى ربّها طلبُ الرّخال

والرّخِل: ولد الضأن إذا كان أنثى.
{فأصْبحتْ كالصّرِيمِ}
وقوله: {فأصْبحتْ كالصّرِيمِ...}. كالليل المسود.
{فانطلقُواْ وهُمْ يتخافتُون أن لاّ يدْخُلنّها الْيوْم عليْكُمْ مِّسْكِينٌ}
وقوله: {فانطلقُواْ وهُمْ يتخافتُون...} {أن لاّ يدْخُلنّها الْيوْم...}.
وفى قراءة عبد الله: {لا يدخلنها}، بغير أن، لأنّ التخافت قول، والقول حكاية، فإذا لم يظهر القول جازت (أن) وسقوطها، كما قال الله: {يُوصِيكُمُ اللهُ في أوْلادِكُمْ لِلذّكرِ مِثْلُ حظِّ الأُنْثييْن} ولم يقل: أنّ للذّكر، ولو كان كان صوابا.
{وغدوْاْ على حرْدٍ قادِرِين}
وقوله: {وغدوْاْ على حرْدٍ قادِرِين...}.
على جدٍّ وقدرة في أنفسهم والحرد أيضا: القصد، كما يقول الرجل للرجل: قد أقبلت قِبلك، وقصدت قصدك، وحردْتُ حردك، وأنشدنى بعضهم:
وجاء سيلٌ كان من أمر الله ** يحرِد حرْد الجنة المُغِلّهْ

يريد: يقصد قصدها.
{فأقْبل بعْضُهُمْ على بعْضٍ يتلاومُون}
وقوله: {فأقْبل بعْضُهُمْ على بعْضٍ يتلاومُون...}.
يقول بعضهم لبعض: أنت الذي دللتنا، وأشرت علينا بما فعلنا. ويقول الآخر: بل أنت فعلت ذلك، فذلك تلاومهم.
{أمْ لكُمْ أيْمانٌ عليْنا بالِغةٌ إِلى يوْمِ الْقِيامةِ إِنّ لكُمْ لما تحْكُمُون}
وقوله: {أمْ لكُمْ أيْمانٌ عليْنا بالِغةٌ...}.
القراء على رفع {بالغة} إلاّ الحسن، فإنه نصبها على مذهب المصدر، كقولك: حقا، والبالغُ في مذهب الحق يقال: جيِّد بالغ، كأنه قال: جيّد حقا قد بلغ حقيقة الجودة، وهو مذهب جيد وقرأه العوام، أن تكون البالغة من نعت الأيمان أحب إلىّ، كقولك ينتهى بكم إلى يوم القيامة أيمان علينا بأنّ لكم ما تحكمون، فلما كانت اللام في جواب إِنّ كسرتها، ويقال: أئن لكم ما تحكمون بالاستفهام، وهو على ذلك المعنى بمنزلة قوله: {أئذا كُنا ترابا} {أئنا لمرْدُودُون في الْحافِرة}.
{سلْهُمْ أيُّهُم بِذلِك زعِيمٌ}
وقوله: {سلْهُمْ أيُّهُم بِذلِك زعِيمٌ...}.
يريد: كفيل، ويقال له: الحميل؛ والقبيل، والصبير، والزعيم في كلام العرب: الضامن والمتكلم عنهم، والقائم يأمرهم:
{أمْ لهُمْ شُركاءُ فلْيأتُواْ بِشُركآئِهِمْ إِن كانُواْ صادِقِين}
وقوله: {أمْ لهُمْ شُركاءُ فلْيأتُواْ بِشُركآئِهِمْ...}.
وفى قراءة عبد الله: {أم لهم شرك فليأتوا بشركهم}. والشّرك، والشركاء في معنى واحد، تقول: في هذا الأمر شِرْك، وفيه شركاء.
{يوْم يُكْشفُ عن ساقٍ ويُدْعوْن إِلى السُّجُودِ فلا يسْتطِيعُون}
وقوله: {يوْم يُكْشفُ عن ساقٍ...}.
القراء مجتمعون على رفع الياء حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال: حدثني سفيان عن عمرو ابن دينار عن ابن عباس أنه قرأ {يوم تكشف عن ساق}، يريد: القيامة والساعة لشدتها قال: وأنشدنى بعض العرب لجد أبى طرفة.
كشفتْ لهم عن ساقها ** وبدا من الشرِّ البراحُ

{فذرْنِي ومن يُكذِّبُ بِهاذا الْحديث سنسْتدْرِجُهُمْ مِّنْ حيْثُ لا يعْلمُون}
وقوله: {فذرْنِي ومن يُكذِّبُ بِهاذا الْحديث...}.
معنى فذرنى ومن يكذب أي: كِلْهم إِلىّ، وأنت تقول للرجل: لو تركتك ورأيك ما أفلحت،: أي: لو وكلتك إلى رأيك لم تفلح، وكذلك قوله: {ذرْنِى ومنْ خلقْتُ وحِيدا}، و(من) في موضع نصب، فإذا قلت: قد تُرِكت ورأيك، وخُليت ورأيك نصبت الرأى؛ لأن المعنى: لو ترِكت إلى رأيك، فتنصب الثانى لحسن هذا المعنى فيه، ولأنّ الإسم قبله متصل بفعل.
فإذا قالت العرب: لو تركت أنت ورأيُك، رفعوا بقوة: أنت، إذ ظهرت غير متصلة بالفعل. وكذلك يقولون: لو ترك عبد الله والأسدُ لأكله، فإِن كنّوا عن عبد الله، فقالوا: لو ترك والأسد أكله، نصبوا؛ لأن الإسم لم يظهر، فإن قالوا: لو ترك هو والأسد، آثروا الرفع في الأسد، ويجوز في هذا ما يجوز في هذا إلا أن كلام العرب على ما أنبأتك به إلا قولهم: قد ترك بعضُ القوم وبعض، يؤثرون في هذا الإتباع؛ لأن بعض وبعضٌ لما اتفقتا في المعنى والتسمية اختير فيهما الإتباع والنصب في الثانية غير ممتنع.
{أمْ عِندهُمُ الْغيْبُ فهُمْ يكْتُبُون}
وقوله: {أمْ عِندهُمُ الْغيْبُ فهُمْ يكْتُبُون...}.
يقول: أعندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون منه، ويجادلونك بذلك.
{فاصْبِرْ لِحُكْمِ ربِّك ولا تكُن كصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وهُو مكْظُومٌ}
وقوله: {ولا تكُن كصاحِبِ الْحُوتِ...}.
كيونس صلى الله عليه وسلم، يقول: لا تضجر بهم؛ كما ضجر يونس حتى هرب من أصحابه؛ فألقى نفسه في البحر؛ حتى التقمه الحوت.
{لّوْلا أن تداركهُ نِعْمةٌ مِّن رّبِّهِ لنُبِذ بِالْعراءِ وهُو مذْمُومٌ فاجْتباهُ ربُّهُ فجعلهُ مِن الصّالِحِين}
وقوله: {لّوْلا أن تداركهُ نِعْمةٌ مِّن رّبِّهِ لنُبِذ بِالْعراءِ...}.
حين نبذ- وهو مذموم، ولكنه نبد عير مذموم، {فاجْتباهُ ربُّهُ...}.
وفى قراءة عبد الله: {لولا أن تداركته}، وذلك مثل قوله: {وأخذ الّذِين ظلمُوا الصّيْحةُ} {وأخذت} في موضع آخر؛ لأن النعمة اسم مؤنث مشتق من فعل، ولك في فعله إذا تقدم التذكير والتأنيث.
وقوله: {لنُبِذ بِالْعراءِ...}. العراء الأرض.
حدثنا محمد بن الجهم قال: حدثنا الفراء {أمْ عِندهُمُ الْغيْبُ فهُمْ يكْتُبُون} وقوله: {أمْ عِندهُمُ الْغيْبُ فهُمْ يكْتُبُون...}. يقول: أعندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون منه، ويجادلونك بذلك.
{وإِن يكادُ الّذِين كفرُواْ ليُزْلِقُونك بِأبْصارِهِمْ لمّا سمِعُواْ الذِّكْر ويقولون إِنّهُ لمجْنُونٌ وما هُو إِلاّ ذِكْرٌ لِّلْعالمِين}
وقوله: {وإِن يكادُ الّذِين كفرُواْ ليُزْلِقُونك بِأبْصارِهِمْ...}.
قرأها عاصم والأعمش: {ليُزلِقونك} بضم الياء، من أزلقتُ، وقرأها أهل المدينة: {ليزلقونك} بفتح الياء من زلقْتُ، والعرب تقول للذى يحلق الرأس: قد زلقه وأزلقه. وقرأها ابن عباس: {ليُزْهقونك بأبصارهم} حدثنا محمد قال: سمعت الفراء قال: حدثنا بذلك سفيان بن عيينة عن رجل ابن عباس، وهى في قراءة عبد الله بن مسعود كذلك بالهاء: {ليزهقونك}، أي: ليلقونك بأبصارهم؛ وذلك أن العرب كان أحدهم إذا أراد أن يعتان المال، أي: يصيبه بالعين تجوّع ثلاثا، ثم يتعرض لذلك المال فيقول: تالله مالا أكثر ولا أحسن يعنى ما رأيت أكثر فتسقط منه الأباعر، فأرادوا برسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقالوا: ما رأينا مثل حججه، ونظروا إليه ليعينوه، فقالوا: ما رأينا مثله، وإنه لمجنون، فقال الله عز وجل: {وما هُو إِلاّ ذِكْرٌ لِّلْعالمِين...}. ويقال: {وإن كادوا ليزلقونك} أي: ليرمون بك عن موضعك، ويزيلونك عنه بأبصارهم، كما تقول: كاد يصرعنى بشدة نظره، وهو بيِّن من كلام العرب كثير، كما تقول: أزهقت السهم فرهق.
{فاصْبِرْ لِحُكْمِ ربِّك ولا تكُن كصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وهُو مكْظُومٌ}
وقوله: {ولا تكُن كصاحِبِ الْحُوتِ...}.
كيونس صلى الله عليه وسلم، يقول: لا تضجر بهم؛ كما ضجر يونس حتى هرب من أصحابه؛ فألقى نفسه في البحر؛ حتى التقمه الحوت.
{لّوْلا أن تداركهُ نِعْمةٌ مِّن رّبِّهِ لنُبِذ بِالْعراءِ وهُو مذْمُومٌ فاجْتباهُ ربُّهُ فجعلهُ مِن الصّالِحِين}
وقوله: {لّوْلا أن تداركهُ نِعْمةٌ مِّن رّبِّهِ لنُبِذ بِالْعراءِ...}.
حين نبذ- وهو مذموم، ولكنه نبد عير مذموم، {فاجْتباهُ ربُّهُ...}.
وفى قراءة عبد الله: {لولا أن تداركته}، وذلك مثل قوله: {وأخذ الّذِين ظلمُوا الصّيْحةُ} {وأخذت} في موضع آخر؛ لأن النعمة اسم مؤنث مشتق من فعل، ولك في فعله إذا تقدم التذكير والتأنيث.
وقوله: {لنُبِذ بِالْعراءِ...}. العراء الأرض.
حدثنا محمد بن الجهم قال: حدثنا الفراء وقوله: {وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ (51)}.
قرأها عاصم والأعمش: {ليزلقونك} بضم الياء، من أزلقت، وقرأها أهل المدينة:
{ليزلقونك} بفتح الياء من زلقت، والعرب تقول للذى يحلق الرأس: قد زلقه وأزلقه. وقرأها ابن عباس: {ليزهقونك بأبصارهم}.
حدثنا محمد قال: سمعت الفراء قال: حدثنا بذلك سفيان بن عيينة عن رجل عن ابن عباس، وهى في قراءة عبد اللّه بن مسعود كذلك بالهاء: {ليزهقونك}، أي: ليلقونك بأبصارهم وذلك أن العرب كان أحدهم إذا أراد أن يعتان المال، أي: يصيبه بالعين تجوّع ثلاثا، ثم يتعرض لذلك المال فيقول: تاللّه مالا أكثر ولا أحسن يعنى ما رأيت أكثر فتسقط منه الأباعر، فأرادوا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم مثل ذلك فقالوا: ما رأينا مثل حججه، ونظروا إليه ليعينوه، فقالوا: ما رأينا مثله، وإنه لمجنون، فقال اللّه عز وجل: {وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (52)}. ويقال: (وإن كادوا ليزلقونك) أي: ليرمون بك عن موضعك، ويزيلونك عنه بأبصارهم، كما تقول: كاد يصرعنى بشدة نظره، وهو بيّن من كلام العرب كثير، كما تقول: أزهقت السهم فزهق. اهـ.